"ماذا سيقول الجيران؟"

يتمتع مجتمع "الميم"* في حيفا بتاريخ غني، رائع وهام على المستوى القطري، لكنه لا يزال مخفيًا. في دراسة التاريخ الكويري في البلاد، كحقل يتعامل مع قصة الأقليات الجنسية والجنسانية، وفي الذاكرة الجماعية للمجتمع المحلي المثلي، تم توثيق تاريخ تل أبيب بشكل أساسي. تميل المحاور الزمنية التاريخية للنضال المثلي في البلاد والأفلام حول هذا الموضوع إلى سرد قصة تل أبيب مع شرور القدس. تبرز منطقة الاتصال 04 في غيابها. يعاني تاريخ مجتمع "الميم" في حيفا من تهميش مضاعف: التاريخ الكويري بشكل عام، والذي يُنظر إليه على أنه متخصص وعلى هذا النحو قد لا يهم سوى مجتمع "الميم"، والتاريخ الكويري الفرعي الذي حدث خارج تل أبيب.

يعد هذا المعرض الطلائعي حدثًا مهمًا: إنها المرة الأولى التي يخصص فيها متحف في الدولة معرضًا شاملاً لتاريخ فخور. يكشف المعرض عن قصة مجتمع المثليين في حيفا، والذي كان موجودًا دائمًا في المدينة - حتى خلال الفترات التي كان فيها مخفيًا أو صامتًا، وأيضًا خلال الفترات التي لم يتم فيها تنظيمه أو استخدامه للأدوات المتبعة حاليا في النضالات الاجتماعية. يسعى هذا المعرض اكتشاف مجتمع "الميم" كجزء لا يتجزأ من نسيج الحياة في حيفا ومن تاريخ المدينة.

نسعى لكشف مواطنات ومواطني حيفا لقصص قد لا يعرفونها عن مدينتهم وتسليط الضوء على تاريخ مجتمع "الميم" في المدينة - من زيارة حيفا التي قام بها ماغنوس هيرشفيلد ، رائد النضال المثلي، في عام 1932 ، وصولا لأول موكب فخر يقام في المدينة عام 2007. هذا التاريخ مليء بقصص القمع، العنف ، النضال والمعارضة، ولكن أيضًا قصص الإبداع والمصير والصداقة والحب والنجاح. نحن ندعو الزائرات والزائرين للمعرض  لوضع النظارات الوردية والتعرف على إحدى الجماعات العديدة في المدينة، والتي قد تبدو مختلفة، ولكن بدونها لن تكتمل قصة هذه المدينة.

تم بناء الطابق الأول من المعرض حول الجغرافيا الحضرية في حيفا، وكشف عن تاريخ أجزاء مختلفة من المدينة من وجهات نظر مختلفة وتجارب حياتية للكويريين. تنتشر مفاهيم مختلفة في جميع أنحاء المساحة والتي تساعد على الخوض في أعماق حياة الكويريين المحلية. يركز الطابق الثاني من المعرض على عمل الأرشيف الكويري ويسلط الضوء على عدد من القضايا والفصول الفريدة في تاريخ المجتمع الفخور في حيفا: من الأنشطة المثلية وثنائية الجنس داخل الحركة النسوية، مرورا بنمو المجتمع العابر في الستينيات، وعنف رهاب المثلية واضطهاد الشرطة في التسعينات، وصولا للتاريخ الفلسطيني المثلي في المدينة.

*مجتمع الميم هو اصطلاح يشير إلى مثليي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي وللمتحولين جنسيًا.

القيمون على المعرض: دوتان بروم، يوآف زاريتزكي وعدي صدقة (مشروع تاريخ مجتمع الميم في حيفا ** ) وعنبار درور ليكس

** يتناول مشروع تاريخ مجتمع "الميم" في حيفا البحث وتوثيق تاريخ مجتمع المثليين في حيفا. تأسس المشروع في عام 2015 جراء النقص الحاد في الأنشطة الوثائقية والبحثية التي تتناول تاريخ مجتمع الميم في إسرائيل / فلسطين بشكل عام، وخارج تل أبيب والقدس بشكل خاص، انطلاقا من رغبة في السماح للمجتمع المحلي المثلي برواية قصته بأصواته. قام بتأسيس المشروع كل من دوتان بروم ، يوآف زاريتسكي وعدي صادكا ، وهن ناشطات اجتماعيات ومؤرخون مثليون عملوا في إطار جمعية "هكيشت هحيفائيت". هدفت هذه الخطوة إلى كشف تاريخ حيفا المثلي، انطلاقا من الحب للمدينة والاعتراف بأن تاريخها لن يكتمل أبدًا دون إلقاء النظرة من هوامشها الجنسية والجندرية.

تم إنتاج المعرض بالتعاون مع جمعية الميم في إسرائيل وبمساعدة صندوق حيفا الثقافي