متحف المدينة

متحف المدينة- عن المتحف

يوحي متحف المدينة بشعور من الخروج إلى رحلة مثيرة للاهتمام البالغ إلى مدينة عصرية، شرق أوسطية، تبدأ في القرن ال-18 مع هدم المدينة القديمة (حيفا العتيقة) وانشاء "حيفا الجديدة"، من قبل حاكم عكا والجليل، الشيخ ظاهر العمر الزيداني، في أضيق مكان بين المنطقة الجبلية والبحر؛ رحلة تستمر بتحوّل حيفا إلى مدينة متعددات القوميات، وعالمية جامعة للأجناس، وتتابع تحوّلها من مدينة عمالية 'حمراء' إلى مدينة كبرى شمالية الطابع اليوم.

حيث يكشف موقع متحف المدينة في طرف الحي الألماني، بالقرب من المدينة التأريخية، عن نسيج حضري مركب وغني يبتغي افساح المجال للتعبير عن شتى التواريخ لفئات سكانية مختلفة في المدينة. وفي إطار نشاط ثقافي يجري في المتحف، تُعرض فيه مواضيع مرتبطة بالماهية المركزية والطابع للمدينة، التي تشكل بؤرة جاذبة لثقافات مختلفة، ولقاءات ما بين الشرق والغرب، وتناقَش فيه قضايا سياسية تتولد ويتم التعامل معها في البيئة الحضرية.  

ومع دراسة القصة المتميزة لحيفا في البيئة المحلية، يحرّك المتحف ويدعّم حوارا يتناول البيئة الحضرية والثقافة الحضرية كموضوع للبحث. 

ويعير المتحف الأهمية الكبيرة لتطوير علاقة مع المجتمع المحلي ومع المؤسسات الثقافية العاملة في المدينة. وإلى جانب المعارض يجري المتحف فعاليات مختلفة في إطار لقاءات، وأيام دراسية، ومحاضرات وجولات على أنحاء المدينة باشتراك أكادميين، ومبدعين، وقيّمين فنيين وباحثين محليين.

بيت الشعب والمدرسة التمبلريان

يقع متحف المدينة في الحي الألماني ضمن نطاق مساحي يحتوي على بنائين خلابين من عصر التمبلريين: "بيت الشعب"، أول بناء تمبلري أُنشئ في البلاد، و"المدرسة التمبلرية".   

وإن "بيت الشعب" الذي أُنشئ في سنة 1869، كان مخصصا ليُستعمل قاعة اجتماع ومقرا للمدرسة الألمانية العائدة لأفراد جمعية التمبلريين، الذين وصلوا إلى أرض إسرائيل / بلاستينا، خلال القرن ال-19 من باب الإيمان بأن استيطانهم هنا سيؤدي إلى خلاص العالم. ولأنه لأسباب إيديولوجية تجنبت الجمعية بناء كنائس، استُعمِلت القاعة في الطابق الأرضي مقرا لتأدية الصلوات، واجتماعات ومناسبات احتفالية، بينما عُيِّن في الغرف في الطوابق العليا موقع مدرسة والبيت السكني لعائلة المعلّم.   

وفي سنة 1890 تم ترميم "بيت الشعب". وفي قسمه الشرقي أُنشئت قاعة كبيرة يقع في طرفها قبا، وأُقيم على السطح برج جرس جديد- إضافات تكسب البناء مظهرا يشابه الكنيسة. وتأخّر انشاء بناء منفصل للمدرسة في حيفا حتى 1902. وفي ذلك الوقت فقط، وتحت صعوبات كثيرة، تمكنت الجمعية في حيفا تأمين التمويل المطلوب.  

وبمرور السنين هُجِرت الأبنية وأُهمِلت. وفي السبعينات من القرن السابق مثلت توجهات التنمية للحي خطرا من الحاق الأذى بالطابع المتميز للحي، وبقيامه. وخلال التسعينات انطلقت في بلدية حيفا مسيرة تخطيط، واعادة تأهيل ورعاية وقائية للحي، مسيرة حولت الحي إلى واحدة من تحف المدينة. وكجزء من مسيرة الرعاية الوقائية واعادة التأهيل، حدد مدير عام متاحف حيفا، السيد نيسيم تال، البرنامج (البروغراما) الفكري لانشاء متحف مدينة حيفا في البنائين التمبلريين. حيث اعدّ المهندس المعماري دغان موشلي، برامج للرعاية الوقائية واعادة التأهيل للأبنية الأصلية وفي سنة 2000 تم تدشين متحف المدينة في بيت الشعب التمبلري. وفي سنة 2004 تم تدشين بناء المدرسة كنطاق لعروض مرئية متغيرة.    

معارض

كمتحف يركز اهتمامه على الغناء التأريخي والثقافي للمدينة، يهدف المتحف إلى المبادرة إلى تحريك حوار اجتماعي وثقافي فاعل، يشتمل على معارض متنوعة تتناول مسائل من تأريخ، وطابع حضري، وهوية، وتعدد القوميات وتعدد الثقافات.   

وفي المتحف تجرى معارض تلقي الضوء على سيرورات ومواضيع مركزية، صممت صورة حيفا كمدينة عصرية ومرآة تعكس ثقافة المجتمع المتطور في البلاد. وتتميز المعارض التي تجرى في المتحف بتناولها الديناميكية الداخلية للمدينة- ما بين فئات سكانية وما بين بيئات فيزيائية وفي مؤسسات اجتماعية تكوّن النسيج الحضري. حيث تعكس المعارض السيرورات التأريخية التي أثرت على تصميم طابع المدينة من الحقبة العثمانية إلى اليوم. وتدرس نسيج العلاقات بين المكان والمجتمع وكيف يمكن أن تؤثر تلك الأخيرة على انشاء هوية محلية، أو وطنية، أو دينية أو عرقية ونقل رسائل وإيديولوجيات.      

أولاد وعائلة

يعرض المتحف على زواره رحلة مثيرة للاهتمام البالغ ومتعددة الأبعاد في التطور الثقافي والحضري للمدينة وكجزء من تربية قيمية وتنمية أجيال جديدة من محبّي ثقافة وعلاقة مجتمع-جمهور-ثقافة. حيث يطور الكادر التربوي للمتحف برامج لتشكيلة متنوعة واسعة من شرائح جماهيرية مستهدفة ومن ضمنها تلاميذ في النظام التربوي وفي أطر تربية أخرى، وطلاب جامعيون، ومجموعات منظمة وزوار منفردون. وفي أعياد ومناسبات خاصة يعرض المتحف فعاليات لعموم الجمهور، وعائلات وأولاد.

وللحصول على مزيد من المعلومات عن الفعاليات المتنوعة التي تجري في المتحف يمكن الاتصال بنا ومتابعة المواد المنشورة على مواقع الانترنت للمتحف.