بين الجبل والبحر

الأربعاء, 14.05.14, 10:00

لمعلومات إضافية:

04-6030800

شارك

  زيارة المتحف تفتح أمام الزائرين بابًا للتعرّف على مدينة حيفا في الماضي والحاضر. فهذه المدينة الحديثة التي تزورونها تتمتّع بماضٍ عريق. فقد بدأ التوطّن الدائم على جبل الكرمل منذ فترة ما قبل التاريخ، حين انتهى قرار الإنسان القديم إلى الاستقرار في الكرمل. على مرّ التاريخ، منذ القرن التاسع قبل الميلاد وما تلا ذلك، أصبح التوطّن عمليّة متواصلة في المنطقة الشّمالية من الجبل.

تدلّ مواقع أثريّة كثيرة – في مغاور الكرمل، في التلال الواقعة على امتداد الساحل، وكذلك في مواقع أثريّة تقع تحت سطح البحرعلى أهميّة المنطقة الجغرافية التي تربط بين جبل الكرمل، الخليج والبحر. تتمتّع المنطقة بحسنات كثيرة جذبت الإنسان منذ القدم: البحر مهمّ لحركة التنقل، التجارة وصيد الأسماك، أمّا الجبل فهو يوفّر حماية ونقطة رصد مرتفعة، وحركة تنقّل طبيعيّة بارزة للملاحة، كما يوفّر الحجارة المطلوبة المتوافرة في مقالع الحجارة، ومصادر المياه والغذاء.

كانت هذه المنطقة مأهولة على مرّ التاريخ بأبناء ديانات مختلفة، انتموا إلى طوائف عدّة، ومجموعات دينيّة متنوّعة، وكذلك بأبناء شعوب من بلاد أخرى بعيدة في العالم، والذين يدلّ احتواء هذا الموقع على مقرّ عبادتهم على أهميّته للتجارة العالميّة. على هذا النحو تبلورت طبيعة التوطّن التعدّديّة في المنطقة، كقاعدة لإنشاء المدينة الحديثة العالميّة الطابع.

يُعبّد هذا المعرض الطريق أمامكم للتعرّف على نشوء حيفا الحديثة. العناصر المعروضة هنا – المعروضات، المعلومات المُقدّمة والمحور الزمنيّ – تروي حكاية المدينة من خلال التطرّق إلى ثلاث حُقب رئيسيّة في تاريخها: الفترة العثمانيّة، أيّام الانتداب البريطانيّ، وفترة ما بعد إقامة دولة إسرائيل.

المعروضات والصور التي وقع عليها اختيارنا تصف تاريخ المدينة من فترات ووجهات نظر مختلفة. الصور التي تمّ الاحتفاظ بها من الفترة التي سبقت قيام دولة إسرائيل تصف حيفا كمدينة مختلطة، عربيّة ويهوديّة، ومن زوايا خارجية – استشراقيّة وكولونياليّة؛ فهي تعبّر عن المطامع الإمبرياليّة للدول الكبرى والشّعوب الأجنبيّة في نظرتها إلى المنطقة. أمّا بعد قيام الدولة، فيتمّ وصف حيفا كمدينة مختلطة يهوديّة-عربيّة وكمدينة حديثة وصناعيّة.

تعبّر المعروضات عن الحضارة الماديّة للسكّان المحليّين والثراء الثقافيّ الذي اتسمت به حياتهم. وهي تدلّ على خصوصيّة حيفا كمدينة متعدّدة الثقافات، متعدّدة القوميّات، متعدّدة الديانات، وكمركز للصناعة، النقل والتجارة،وعلى مراحل تطوّر الحضارة الماديّة والتقنيّة التي توافرت في متناول أيدي سكّان المنطقة – بدءًا من الحرف اليدويّة وحتى الصناعات الحديثة.

نرجو أن تخرجوا من هنا وقد تزوّدتم بما يكفيكم من زاد الطريق تمهيدًا لزيارة المتحف والمدينة.

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك