عن سحر بستان خيّاط في وادي السّيّاح

السبت, 03.09.16, 20:00

الأحد, 11.06.17

لمعلومات إضافية:

04-6030800

شارك

عن سحر بستان خيّاط في وادي السّيّاح


باقة من المناطق المفتوحة الخضراء الفريدة من نوعها تحتضن أحياء مدينة حيفا. ويعود مصدرها إلى سلسلة من الأودية التي

تقطع الكرمل إلى تفرّعات باتجاه البحر وتصل قمم الجبال بالسّهل السّاحليّ. وادي السّيّاح - من الفعل ساح، تنزّه – الواقع عند

المنحدرات الغربيّة لجبل الكرمل، يُعتبر استثنائيًّا مقارنة ببقيّة الأودية الأخرى في حيفا. إنّه حالة فريدة لوادٍ جبليّ يتّسم بمقوّمات

طبيعيّة فريدة وبحضارة إنسانيّة تعود إلى ألف سنة وربّما أكثر.

خلال الحكم البريطانيّ أضيف إلى المكان عامل جذب حديث، عندما قام عزيز خيّاط (1943-1875)، وهو ابن إحدى العائلات

الموقرة والثرية في أوساط عرب حيفا حتى اليوم، ببناء حديقة رائعة اندمجت ضمن النسيج الطبيعيّ والأثريّ للوادي. هذه الحديقة

التي بنيت بالقرب من النبع السفلي، نبع "النبي إيليا"، الذي يدعى أيضًا "عين السياح"، يجمع بين المقومات التصميميّة للبستان

المحلّي والحديقة الغربيّة. الحديقة مبنيّة من سلسلة مدرجات، حدائق زينة، أشجار مثمرة، شلالات وقنوات ريّ. استخدام الحجارة

المغطّاة بالباطون، وفقا لروح الفترة، أضفى على البستان طابعًا حديثًا في فترته. درجت عائلة عزيز خيّاط على التردّد إلى هذا

البستان بقصد الاستجمام والترفيه، ومع وفاة عزيز خياط عام 1943، انتقلت ملكيّة هذا البستان إلى ابنته لوسي. وبعد وفاتها عام

1972، انتقل البستان إلى ملكيّة بلديّة حيفا التي أهملته على مدى سنوات طويلة.

اكتسب بستان خيّاط مكانة أسطورية منذ سبعينيات القرن الماضي في أوساط هواة الفنّ الإسرائيليين. الجنّة المخفيّة، البادية من بين

الأدغال البريّة، ألهمت الفنان يتسحاق دانتسيغر (1916-1977) في بعض أعماله الفنيّة المتأخّرة. إنّ دانتسيغر، الذي طوّر نهجًا

تجديديًّا تناول العلاقة بين العناصر البيئية والثقافية في المشهد الطبيعي، شجّع طلابه من كلية الهندسة المعمارية في التخنيون

وأصدقاءه على زيارة البستان، التعرّف على خصائصه والسعي إلى إعادة ترميمه. إن الصور التي التقطتها درورا شفيتس، التي

رافقت مسيرة دانتسيغر الفنية المتأخرة، أضيفت إلى جانب رسوماته في البحث البصريّ الرائع، الذي صدر بعد وفاته في كتاب

بعنوان مكان (1982).

بدأ في الثمانينيات أعضاء آخرون من الهيئة التدريسيّة في كلية الهندسة المعمارية في التخنيون بتقديم دورات تناولت هذا الموقع.

وبنى الفنان ميخا أولمان، مع مجموعة من الطلاب، قناة مياه نقلت المياه من النبع في منحدر الوادي إلى البستان. وفي عام 1987،

وُضعت خطّة ترميم بمبادرة من بلدية حيفا، المجلس من أجل إسرائيل جميلة وطلاب من كلية التصميم المعماريّ في التخنيون، إلا

أن هذه الخطة حقّقتْ نتائج جزئية حتى اليوم. في العقود الأخيرة، يحاول ائتلاف من المواطنين، بمساعدة هيئات مختلفة، ترميم

البستان وإعادة إحيائه من جديد.

إن معرضين يتناولان بستان خياط يُعرضان بالتزامن في متحف المدينة وفي جاليري بيت الكرمة للفنون – مركز ثقافيّ عربيّ-

يهوديّ. كلا المعرضين يتقصّيان معًا خصائص البستان وتركيباته النابعة من تاريخه الغنيّ والدّيناميكيّ. هذا العرض الثنائيّ يثير

النقاش حول البُستان كمنطقة ذات قيم تاريخية وثقافية ومعمارية مهمّة، ويدعو إلى صونه وإعادة ترميمه.


مدير عام متاحف حيفا: نسيم طال

أمينة متحف المدينة: عينبار درور لكس

أمينتا المعرض: كيرن بن-هيلل وعينبار درور لكس

استشارة علميّة: د. عادا فيطورينا سيغره

التصميم الغرافيكي: The Studio (أفيغايل راينر, وشلومي نحماني)

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك