عبر المجرى رأيت عالَمًا | أودين شادمي

 ظهرت رؤية دستوبية في ذهن أودين شادمي بعد العمل في مجال التكنولوجيا الفائقة. في رؤيتها، يقف عالمنا عند نقطة زمنية حرجة: فالتقدم الذي استثمرنا فيه الكثير من الجهد يتجاوزنا ولا يترك لنا سوى بقايا صغيرة من الطبيعة الأصيلة. بعد تجربة الوجود الثنائية، والتنقل بين عالم التكنولوجيا الفائقة والتقدم وبين الإشارة إلى العالم الطبيعي، قررت اتخاذ الإجراءات اللازمة.

 وجدت أودين في حيفا خط تماس يمثل الالتقاء بين الإنسان والطبيعة. هناك مجموعات ناشطة في المدينة تهدف إلى رفع مستوى الوعي والعمل بشأن قضية الحفاظ على الطبيعة. بعد ارتباطها بمجموعتين - "من أجل حيفا" وناشطيها، وهم نوع من حراس بوابات مجاري حيفا - اكتشفت أودين مجرى جيبوريم، من جميع جوانبه وطبقاته.

  يخرج مجرى جبوريم (أو وادي روشميا) من حي أحوزة ويصب في البحر في منطقة كيشون. ويعبر المجرى العديد من أحياء ومناطق حيفا: روميما، الهدار الحريدي، الحليصة ونفيه شئنان. ومن الصعب رؤية أجزائه الكثيرة اليوم بسبب تطور الأحياء والتوسع الهائل في البناء الحضري. على مر السنين، تم بناء المنازل على طول مجرى النهر وعاشت عدة عائلات هناك حتى تم إخلاؤها لبناء الطرق.

 تعكس جماليات المجرى الواقع الثنائي للطبيعة والعمران ورؤية شادامي الدستوبية. ويمر مسار المجرى عند سفح "جراند كانيون" الذي افتتح عام 1999، وتحت التقاطعات الكبيرة والمعقدة لأنفاق الكرمل التي افتتحت عام 2010، وكذلك تحت طريق ناحال جيفوريم الذي افتتح عام 2013.  وهذا ما فغر فجوة بصرية ملحوظة للغاية بين الطبيعي والاصطناعي والمبني - بين المياه المتدفقة، النباتات والصخور وبين المباني الخرسانية،الأسفلت والأسوار الحديدية.

دعت أودين مجموعة من المصورين المحترفين والهواة إلى هذه المناطق، والذين التقوا عدة مرات. ساروا معًا في المجرى، والتقطوا الصور، وتحدثوا، واستكشفوا واختبروا المكان - الأصوات والروائح وبقايا الحياة التي لا تزال موجودة فيه. غادر المشاركون كل اجتماع بالصور والفيديو والمقاطع الصوتية، وفوق كل شيء بالعديد من الأسئلة والأفكار.

قامت أودين بمعالجة منتجاتها وأفكارها ومنتجات المجموعة من أجل عمل Video Mapping. باستخدام هذه التقنية، التي تجمع بين العديد من أجهزة العرض التي تنسق مع بعضها البعض، يتم إنشاء عرض متوازي على الجدران، المباني، الأغراض والمزيد. بهذه الطريقة، تنبض الأشياء الجامدة بالحياة وتتحول لأسطح عرض. إن اختيار هذه الوسيلة له أيضًا أهمية بيئية، نظرًا لأن التكلفة البيئية لأعمال العرض الضوئي صغيرة جدًا ولا تترك أي "نفايات". كما تم أيضًا إعادة تدوير العناصر التي تم وضعها في مساحة المعرض وتكييفها خصيصًا له.

يسعى هذا المعرض إلى تعريف الزوار بالعالم الذي تم الكشف عنه لأودين والمجموعة التي رافقتها في مجرى جيبوريم - عالم يجسد أسئلة ملحة حول مستقبلنا جميعاً.

بمشاركة: عوفر يونجمان, يفجيني ك., افيحي الباؤم, أمنون باوم, دانييلا تساديك, تسيبي شبيجل,
موشيه شبيجل, داني آيخنجرين, أدم كريش, يائير جيل.

قيمة المعرض

يفعات أشكنازي